· المسجد يحقق المساواة بين المصلين. يقف المسلم في صلاة الجماعة بجوار أخيه المسلم في صفوف متساوية خلف إمام واحد، لا فرق بين بعضهم بعضًا. أكتافهم متلاحمه، وأقدامهم متلاصقة، ووجوههم متجهة إلى الله بالذل والخشوع إليه، مستشعرين قول النبي -ﷺ-:
"إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
[صحيح مسلم]
· هنا تبدو لنا حكمة الله البالغة من هذه الجماعة، حين يكون الكتف إلى الكتف، والدعاء واحدًا، والتكبير واحدًا، والركوع والسجود واحدًا، والرجاء واحدًا— وهي شعور كل إنسان بأنه عند ربه مثل بقية إخوانه، لا فرق بينهم، ولا فضل لأحد على أحد.
· الكل في هذا الموقف أمام الله سواء. الكل يرجو عفو ربه، ويطمع في رضاه. وإن تفاوتت بينهم الحظوظ في الحياة، فهي من قبيل الابتلاء، وليس التفضيل.
· وحين ذاك يشعر كل فرد بالرضا، والقناعة، والتوافق النفسي، والاجتماعي. يقول الله عز وجل في كتابه العزيز:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
[الحجرات: 13]
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
[الحجرات: 13]