سكينة النفس لا يعرفها إلا المصلون

طبيعة  الإنسان  خوف  وحرص

· طبيعة الإنسان أنه جزوع عند الشر، لا يصبر عليه، منوع عند الخير، يبخل به، يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز

﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾

[المعارج 19-23]

· أي إنسان على وجه الأرض في أي مكان، وفي أي زمان يتسم بهاتين الخصلتين. إذا أصابه المكروه والعسر فهو كثير الجزع والأسى، وإذا أصابه الخير واليسر فهو كثير المنع والإمساك.

· يستثني الله عز وجل المصلين من هذا الضعف الخلقي. فسكينة النفس لا يعرفها سوى المصلين.

 · الإيمان بالله والاتصال به عز وجل يغير طبيعة النفس البشرية، ويرقيها، ويبدد مخاوفها، ويجعل الإنسان واثقًا، مطمئنًا، خيِّرا، معطاءً، هادئ النفس، متجلِّد عند المصائب، لا يجزع. فهو يرى يد الله تبارك وتعالى تصرّف هذا الوجود، وكلّها حكمة وخير وفلاح، ويطمئن قلبه لما يصيبه من الضراء، ومن السراء.

· فحسنُ العلاقة بالله عز وجل، ودوام المراقبة له، والمداومة على الصلوات المستوفية للشروط الفكرية، والقلبية، والنفسية، والروحية، والجسدية يجعل المصلين في منعة من هاتين الخصلتين: شدة الجزع عند المصائب، وشدة الحرص عند المكاسب، وهما السبب وراء معظم متاعب النفس وأمراضها.(1)



· (1) مقتبس من الدكتور راتب النابلسي.